ظروف نفسية وعاطفية تلقي بالمرأة في أحضان العرافين و قارئات الفنجان و غيرهم ممن يدعون علم الغيب و كشف المستور ظاهرة تتساوى فيها المجتمعات البدائية مع تلك المتحضرة , خصوصا أننا نجد سيدات متعلمات يقمن و يقعدن بأمر العرافين و العرافات, فما الأسباب التي تجعل المراة من دون غيرها الأكثراعتقادا بهذه الامور, لاسيما عندما تغلبها الحيلة و تجد نفسها عند مفرق الطرق؟
ترى ليلى يوسف الخليفة ,اختصاصية اجتماعية, أن الشعوذة و الدجل ظاهرتان ضاربتان في عمق التاريخ, ارتبطتا غالبا بأمية المرأة و جهلها, بيد أن الكثير من الممارسات الإجتماعية الخاطئة التي انتقلت عبر وسائل الإعلام المختلفة, قد أثرت سلبا في قيمنا المجتمعية و الينية, و من ثم لم تقتصر هذه السلوكيات على المراة غير المتعلمة فقط , حيث نجد أن هناك عددا من كبيرا من النساء المتعلمات يترددن على المشعوذين و قارئات الفنجان, علما بان التركيبة النفسية و العاطفية تلعب دورا كبيرا في هذا الإتجاه , وقد تدفعها عاطفتها اتجاه زوجها , أو خوفها من غدر الأيام , إلى عدم استخدام عقلها فتلجأ إلى من يعدها باقتلاع كل العقبات التي تقف في طريقها و تأمين حياة زوجية و اجتماعية خالية من المشكلات,علما بان الخوف على الزوج,غالبا يكون المحور الرئيسي,ثم تليه القضايا الأخرى, كالبحث عن ابن الحلال أو الوظيفة المرموقة. وتؤكد ليلى أن المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق المرأة تمثل عبئا ثقيلا, فضلا عن أن مقاومتها التيارات المختلفة في المجتمع, تدفعها دوما إلى الهروب من هذا الواقع المؤلم, فتقع فريسة سهلة في احضان من يلبي حوائجها النفسية و العاطفية.